کد مطلب:90640 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136
وَ جُنْدُهُ الَّذی أَعَدَّهُ وَ أَمَدَّهُ[2]، حَتَّی بَلَغَ مَا بَلَغَ، وَ طَلَعَ حَیْثُمَا طَلَعَ. وَ نَحْنُ عَلی مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ، وَ اللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ، وَ نَاصِرٌ جُنْدَهُ. وَ مَكَانُ الْقَیِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ یَجْمَعُهُ وَ یَضُمُّهُ[3]، فَإِذَا انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ وَ ذَهَبَ، ثُمَّ لَمْ یَجْتَمِعْ بِحَذَافیرِهِ أَبَداً. وَ الْعَرَبُ الْیَوْمَ وَ إِنْ كَانُوا قَلیلاً، فَهُمْ كَثیرُونَ بِالإِسْلاَمِ، وَ عَزیزُونَ بِالاِجْتِمَاعِ. فَكُنْ قُطْباً، وَ اسْتَدِرِ الرَّحی بِالْعَرَبِ، وَ أَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ. فَإِنَّكَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الشَّامِ مِنْ شَامِهِمْ سَارَتِ الرُّومُ إِلی ذَرَاریهِمْ. وَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الْیَمَنِ مِنْ یَمَنِهِمْ سَارَتِ الْحَبَشَةُ إِلی دِیَارِهِمْ. وَ إِنَّكَ إِنْ[4] شَخَصْتَ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ وَ الْمَدینَةِ[5] إِلی أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ الْكُوفَةِ ثُمَّ قَصَدْتَ بِهِمْ عَدُوَّكَ[6] انْتَفَضَتْ عَلَیْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَ أَقْطَارِهَا، حَتَّی یَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَیْكَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْكَ مِنَ الْعِیَالاَتِ. وَ لكِنّی أَری أَنْ تُقِرَّ هؤُلاَءِ فی أَمْصَارِهِمْ، وَ تَكْتُبْ إِلی أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَلْیَتَفَرَّقُوا فیهَا ثَلاَثَ فِرَقٍ: [صفحه 612] فَلْتَقُمْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ فی حَرَمِهِمْ وَ ذَرَاریهِمْ حَرَساً لَهُمْ. وَ لَتَقُمْ فِرْقَةٌ فی أَهْلِ عَهْدِهِمْ لِئَلاَّ یَنْتَفِضُوا عَلَیْهِمْ. وَ لْتَسِرْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ إِلی إِخْوَانِهِمْ مَدَداً لَهُمْ. وَ اكْتُبْ إِلی أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَلْیَذْهَبْ مِنْهُمُ الثُّلُثَانِ وَ یُقیمُ الثُّلُثُ. وَ اكْتُبْ إِلی أَهْلِ الشَّامِ أَنْ یُقیمَ مِنْهُمْ بِشَامِهِمُ الثُّلُثَانِ وَ یَشْخَصَ الثُّلُثُ، وَ كَذَلِكَ إِلی عُمَانَ، وَ كَذَلِكَ إِلی سَائِرِ الأَمْصَارِ وَ الْكُوَرِ[7]. إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ یَنْظُرُوا إِلَیْكَ غَداً یَقُولُوا: هذَا أَصْلُ[8] الْعَرَبِ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ مِنْهُمْ، فَیَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَیْكَ، وَ طَمَعِهِمْ فیكَ. فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسیرِ الْقَوْمِ إِلی قِتَالِ الْمُسْلِمینَ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسیرِهِمْ مِنْكَ، وَ هُوَ أَقْدَرُ عَلی تَغْییرِ مَا یَكْرَهُ. فَثِقْ بِاللَّهِ، وَ لاَ تَیْأَسْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، إِنَّهُ لاَ یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[9]. وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ كَثْرَةِ[10] عَدَدِهِمْ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فیمَا مَضی عَلی عَهْدِ نَبِیِّنَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ لاَ بَعْدَهُ[11] بِالْكَثْرَةِ، وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ[12] وَ الْمَعُونَةِ. فَأَقِمْ بِمَكَانِكَ الَّذی أَنْتَ فیهِ، وَ ابْعَثْ مَنْ یَكْفِیَكَ هَذَا الأَمْر. وَ السَّلاَمُ[13]. [صفحه 613]
إِنَّ هذَا الأَمْرَ لَمْ یَكُنْ نَصْرُهُ وَ لاَ خِذْلاَنُهُ بَكَثْرَةٍ وَ لاَ بِقِلَّةٍ، وَ إِنَّمَا[1] هُوَ دینُ اللَّهِ الَّذی أَظْهَرَهُ،
صفحه 612، 613.
و منهاج البراعة ج 9 ص 58. و نهج السعادة ج 1 ص 119. و نهج البلاغة الثانی ص 172. باختلاف بین المصادر. و الإرشاد ص 112. و شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 100. و البدایة و النهایة ج 7 ص 109. و البحار ج 40 ص 255. و منهاج البراعة ج 9 ص 58. باختلاف بین المصادر.