کد مطلب:90640 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

کلام له علیه السلام (090)-لعمر بن الخطّاب لمّا استشاره فی قت















إِنَّ هذَا الأَمْرَ لَمْ یَكُنْ نَصْرُهُ وَ لاَ خِذْلاَنُهُ بَكَثْرَةٍ وَ لاَ بِقِلَّةٍ، وَ إِنَّمَا[1] هُوَ دینُ اللَّهِ الَّذی أَظْهَرَهُ،

وَ جُنْدُهُ الَّذی أَعَدَّهُ وَ أَمَدَّهُ[2]، حَتَّی بَلَغَ مَا بَلَغَ، وَ طَلَعَ حَیْثُمَا طَلَعَ.

وَ نَحْنُ عَلی مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ، وَ اللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ، وَ نَاصِرٌ جُنْدَهُ.

وَ مَكَانُ الْقَیِّمِ بِالأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ الْخَرَزِ یَجْمَعُهُ وَ یَضُمُّهُ[3]، فَإِذَا انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ الْخَرَزُ وَ ذَهَبَ، ثُمَّ لَمْ یَجْتَمِعْ بِحَذَافیرِهِ أَبَداً.

وَ الْعَرَبُ الْیَوْمَ وَ إِنْ كَانُوا قَلیلاً، فَهُمْ كَثیرُونَ بِالإِسْلاَمِ، وَ عَزیزُونَ بِالاِجْتِمَاعِ.

فَكُنْ قُطْباً، وَ اسْتَدِرِ الرَّحی بِالْعَرَبِ، وَ أَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ.

فَإِنَّكَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الشَّامِ مِنْ شَامِهِمْ سَارَتِ الرُّومُ إِلی ذَرَاریهِمْ.

وَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الْیَمَنِ مِنْ یَمَنِهِمْ سَارَتِ الْحَبَشَةُ إِلی دِیَارِهِمْ.

وَ إِنَّكَ إِنْ[4] شَخَصْتَ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ وَ الْمَدینَةِ[5] إِلی أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ الْكُوفَةِ ثُمَّ قَصَدْتَ بِهِمْ عَدُوَّكَ[6] انْتَفَضَتْ عَلَیْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَ أَقْطَارِهَا، حَتَّی یَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَیْكَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْكَ مِنَ الْعِیَالاَتِ.

وَ لكِنّی أَری أَنْ تُقِرَّ هؤُلاَءِ فی أَمْصَارِهِمْ، وَ تَكْتُبْ إِلی أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَلْیَتَفَرَّقُوا فیهَا ثَلاَثَ فِرَقٍ:

[صفحه 612]

فَلْتَقُمْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ فی حَرَمِهِمْ وَ ذَرَاریهِمْ حَرَساً لَهُمْ.

وَ لَتَقُمْ فِرْقَةٌ فی أَهْلِ عَهْدِهِمْ لِئَلاَّ یَنْتَفِضُوا عَلَیْهِمْ.

وَ لْتَسِرْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ إِلی إِخْوَانِهِمْ مَدَداً لَهُمْ.

وَ اكْتُبْ إِلی أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَلْیَذْهَبْ مِنْهُمُ الثُّلُثَانِ وَ یُقیمُ الثُّلُثُ.

وَ اكْتُبْ إِلی أَهْلِ الشَّامِ أَنْ یُقیمَ مِنْهُمْ بِشَامِهِمُ الثُّلُثَانِ وَ یَشْخَصَ الثُّلُثُ، وَ كَذَلِكَ إِلی عُمَانَ،

وَ كَذَلِكَ إِلی سَائِرِ الأَمْصَارِ وَ الْكُوَرِ[7].

إِنَّ الأَعَاجِمَ إِنْ یَنْظُرُوا إِلَیْكَ غَداً یَقُولُوا: هذَا أَصْلُ[8] الْعَرَبِ، فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ اسْتَرَحْتُمْ مِنْهُمْ، فَیَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ عَلَیْكَ، وَ طَمَعِهِمْ فیكَ.

فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسیرِ الْقَوْمِ إِلی قِتَالِ الْمُسْلِمینَ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسیرِهِمْ مِنْكَ، وَ هُوَ أَقْدَرُ عَلی تَغْییرِ مَا یَكْرَهُ.

فَثِقْ بِاللَّهِ، وَ لاَ تَیْأَسْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، إِنَّهُ لاَ یَیْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[9].

وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ كَثْرَةِ[10] عَدَدِهِمْ، فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فیمَا مَضی عَلی عَهْدِ نَبِیِّنَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ لاَ بَعْدَهُ[11] بِالْكَثْرَةِ، وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ[12] وَ الْمَعُونَةِ.

فَأَقِمْ بِمَكَانِكَ الَّذی أَنْتَ فیهِ، وَ ابْعَثْ مَنْ یَكْفِیَكَ هَذَا الأَمْر. وَ السَّلاَمُ[13].

[صفحه 613]


صفحه 612، 613.








    1. ورد فی تاریخ الطبری ج 3 ص 211. و شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 100. و منهاج البراعة ج 9 ص 58.
    2. أعزّه و أیّده. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 168. و نسخة العطاردی ص 164 عن هامش نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی لكنهور الهند.
    3. یمسكه. ورد فی تاریخ الطبری ج 3 ص 211. و شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 100. و البدایة و النهایة ج 7 ص 109.

      و منهاج البراعة ج 9 ص 58.

    4. ورد فی تاریخ الطبری ج 3 ص 212. و الفتوح ج 2 ص 294. و الكامل ج 2 ص 413. و الإرشاد ص 112. و شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 100. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 165. و منهاج البراعة ج 9 ص 56 و 58. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 84.

      و نهج السعادة ج 1 ص 119. و نهج البلاغة الثانی ص 172. باختلاف بین المصادر.

    5. فی هذین الحرمین ورد فی مناقب آل أبی طالب لابن شهراشوب ج 2 ص 165.
    6. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 294.
    7. ورد فی الفتوح ج 2 ص 294. و تاریخ الطبری ج 3 ص 212. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 166. و الكامل ج 2 ص 413.

      و الإرشاد ص 112. و شرح ابن أبی الحدید ج 9 ص 100. و البدایة و النهایة ج 7 ص 109. و البحار ج 40 ص 255. و منهاج البراعة ج 9 ص 58. باختلاف بین المصادر.

    8. ملك. ورد فی الفتوح ج 2 ص 294. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 84. و نهج السعادة ج 1 ص 119. و نهج البلاغة الثانی ص 173. و ورد أمیر العرب و أصلها فی الكامل فی التاریخ ج 2 ص 413. و منهاج البراعة ج 9 ص 58.
    9. سورة یوسف، 87، و وردت الفقرة فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 295.
    10. ورد فی الإرشاد للمفید ص 112. و مناقب آل أبی طالب لابن شهراشوب ج 2 ص 166. باختلاف یسیر.
    11. ورد فی المصدرین السابقین. باختلاف یسیر.
    12. النّصرة. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 169.
    13. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 294.